التربية في رمضان

ها قد قارب شهر رمضان على الاقبال علينا بما فيه من الخير والبركات والرحمات فهو فرصة لمن اراد النجاح في الدنيا والاخرة وغنيمة لمن اراد ان يجمع الحسنات ليوم تكون فيه الحسرات على ضياع الاوقات فياسعادة من احسن استغلال هذا الشهر الكريم ويا تعاسة من اساء استغلاله او لم يخرج منه فائزا منتصرا ظافرا بمغفرة الله .

ان من الواجب علينا في الشهر الكريم هو ان لا يكون كاي شهر بل يجب ان يكون شهرا خاصا نتخذه قنطرة للنجاح في سواه من الشهور ولهذا علينا ان نتربى في هذا الشهر ونربي اولادنا واهلينا ونربي المجتمع من حولنا فان رمضان فرصة كبيرة من اجل اصلاح الذات وتغيير النفس والتخلص من الكثير من العادات السيئة والمعاصي المكررة والتي كثرت بين الكثير من ابناء هذه الامة .

وفضائل هذا الشهر لا يمكن حصرها ولان هذا الامر تحدث فيه الكثيرون فسنتعرض لامر اخر وهو التربية وبناء النفس في رمضان ونلخص ذلك في عدة نقاط :

التربية على الاخلاص في العمل
قد يتسأل البعض ماهو الاخلاص الذي يأتي في الكتاب والسنة وفي استعمال السلف الصالح رحمهم الله فنقول لقد تنوعت تعاريف العلماء للاخلاص ولكنها جميعا تصب في معين واحد الا وهو ان يكون قصد الانسان في سكناته وحركاته وعباداته الظاهرة والباطنة خالصة لوجه الله تعالى لا يريد بها شيئا من حطام الدنيا او ثناء الناس .
وقد قال الفضل بن زياد سألت ابا عبد الله يعني الامام احمد بن حنبل سألته عن النية في العمل قلت كيف النية قال يعالج نفسه اذا اراد عملا لا يريد به الناس ان يعالج نفسه فإذا اراد عملا لا يريد به الا وجه الله تبارك تعالى .
وقال احد العلماء نظر الاكياس في تفسير الاخلاص فلم يجدوا غير هذا ان تكون حركته وسكونه في سره وعلانيته لله تعالى لا يمازجه نفس ولا هوى ولا دنيا .

التربية على الحياء من الله
المسلم عفيف حييي والحياء خلق له والحياء من الايمان والايمان عقيدة المسلم وقوام حياته فعن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال" الايمان بضع وسبعون او بضع وستون شعبة فافضلها لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان "رواه البخاري ومسلم وسر كون الحياء من الايمان ان كلا منهما داع الى الخير صارف عن الشر مبعد عن فالايمان يبعث المؤمن على فعل الطاعات وترك المعاصي والحياء يمنع صاحبه من التقصير في الشكر للمنعم ومن التفريط في حق ذي الحق كما يمنع الحيي من فعل القبيح او قواه اتقاء للزم والملامة ومن هنا كان الحياء خيرا ولا يأتي الا بخير كما صح ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله الحياء لا يأتي الا بخير رواه البخاري ومسلم عن عمران بن حصين.
قال بعض الحكماء في الحياء من كسا الحياء ثوبه لم ير الناس عيبه.وكما قال بعض البلغاء العلماء يا عجباَ كيف لا تستحي من كثرة ما لا تستحي وتتقي من طول مالا تتقي
قال الفضيل بن عياض خمس علامات من الشقوة القسوة في القلب وجمود العين وقلة الحياء والرغبة في الدنيا وطول الامل.
وقال يحيى بن معاذ من استحيا من الله مطيعا استحيا الله منه وهو مذنب.
وكان يحي بن معاذ يقول سبحان من يذنب عبده ويستحي هو.

ومن الاثار الالهية
*يقول الله عز وجل (ابن ادم انك ما استحييت مني انسيت الناس عيوبك وانسيت بقاع الارض ذنوبك ومحوت من ام الكتاب زلاتك والا ناقشتك الحساب يوم القيامة )
*ويقول الله عز وجل(ما انصفني عبدي يدعوني فأستحي ان ارده ويعصيني ولا يستحي مني )

» التربية في رمضان
» استقبل رمضان خير استقبال
» أهمية التربية - د. عبدالكريم بكار